الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018

وقت الفراغ

وقت الفراغ 

إن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فالوقت الذي يذهب هباءً دون أن يستفيد منه صاحبه وبالتالي يذهب من عمره، لذلك يجب علينا أن نحسن استغلال وقت الفراغ، فالذي يحسن استغلال وقته في سبيل منفعته لا يجد وقت فراغ. ينشأ وقت الفراغ من عجز وتكاسل الإنسان، فالذي يضع أهدافاً لحياته ويسعى لتحقيقها فإنه سيتخلص من هذه المشكلة. فكثيراً ما يقع في هذه المشكلة من لا عمل له، وعليه يجب على كل فرد أن يشغل نفسه في ما يفيده ويفيد حياته، فنجد الكبار في السن ومن أُحيلوا إلى التقاعد ظنّوا أن رسالتهم في الحياة قد انتهت، وأنّ لا دور لهم، لذلك تجد الكثير منهم من يملك وقت فراغ كبير، لكنهم يجب أن يجدوا أعمالاً لأنفسهم وأن يشغلوا أنفسهم. أيضاً الكثير من الطلاب من يشعر بالملل والفراغ في العطل الرسمية بعد الإنتهاء من الامتحانات النهائية، وهنا يأتي دور أولياء الأمور بأن يوجّهوا أبنائهم الوجهة الصحيحة ليستثمروا وقتهم، وتسجيلهم في المخيمات الصيفية، أو النوادي الرياضية لكي لا يقعوا في مشكلة وقت الفراغ .  قال العلماء قديماً: (إذا ذهب يومٌ ذهب بعضك)، وهذا دليل أن كل دقيقة تذهب هباءً منثوراً تذهب من عمرك. وقد صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال: (نعمتان مغبون فيهما ابن آدم، الصحة والفراغ)، وقد صدق الشاعر أيضاً حين قال: دقات قلب المرء قائلةً له إن الحياة دقائق وثوان 
وهناك بعض الإرشادات في كيفية استغلال الوقت وعدم قتله:
 القراءة: فالقراءة تُنمّي فكر الإنسان الروحي والنفسي، وبالقراءة تنهض الأمم وتجعلها في مقدمة الشعوب. 
المحاضرات والندوات: وبها ننمي قابلية الحوار لدينا، وتثري المعرفة لدينا، وتجعلنا قادرين على إدارة أي حوار.
 مشاهدة وسائل الإعلام المرئية كالتلفاز، والمسموعة كالمذياع. 
الحاسوب والإنترنت: الحاسوب شأنه شأن باقي الوسائل في استغلال الوقت، ولكن يجب أن يُستغَل بطريقة سليمة ولا يكون فيه إهدار للوقت، ويجب أن نستغلّه أحسن استغلال. إتاحة الفرصة لممارسة الهوايات تساعد وبشكل كبير على استغلال وقت الفراغ، مثل لعب كرة القدم، وممارسة السباحة، والرسم، وغيرها الكثير من الهوايات. 
تحديد أوقات لعمل رحلات وزيارات لبعض الأماكن التي يستطيع الإنسان من خلالها استغلال وقته، مثل زيارة الأماكن التراثية، والأماكن الدينية المقدسة. زيارة الأصدقاء والأقارب، فهذا يساعد على التقارب الاجتماعي، والترفيه، والتسلية. كل هذه النشاطات من شأنها أن تريح نفس الإنسان، ولا تشعره بالروتين القاتل، وتساعده في إدارة وقته بالشكل الصحيح. 
لذلك علينا أن نتذكر دائماً أن الوقت الذي يذهب لا يعود، وأن الله سيحاسبنا على ما يضيع من عمرنا هباءً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اللغة العربية

اللُّغَة العَرَبِيّة  هي أكثر اللغات تحدثاً ونطقاً ضمن مجموعة اللغات  السامية ، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، يتحدثها أكثر من 467 ...